انطلقت مساء أمس الخميس بمدينة مستغانم فعاليات الطبعة التاسعة من "المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون المهدي للشيخ "سيدي لخضر بن خلوف" (القرن السادس عشر)، الذي ينظم برعايةٍ من وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صُورية مُولوجي"، وذلك بحضور ممثلة السيدة الوزيرة، المدير العام للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، محافظ المهرجان، المدير الولائي للثقافة والفنون والمشاركين في المهرجان.

وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية الذي أقيم بدار الثقافة ولد "عبد الرحمن كاكي" بتقديم تركيب فني بعنوان "قولها بالملحون"، تضمن إلقاء عدة مقاطع شعرية لأعمدة الشعر الملحون الجزائري، على غرار لخضر بن خلوف ومصطفى بن ابراهيم، قدور بن عاشور الزرهوني، عبد الله بن كريو، محند أومحند وسيد أحمد العلوي، متبوعة بعزف موسيقي وأداء غنائي ومسرحي من تأليف الملحن والعازف "أمين شيخ".

وأكدت السيدة "قاسي حسيبة" مُمثّلة وزيرة الثقافة والفنون السيدة "صُورية مُولوجي" في كلمتها الافتتاحية، أن "هذا الفن الأصيل (أي الشعر الملحون) المعروف بتميز لونه وعذوبة وزنه وأصالة مضمونه التي يستمدها من تراثنا العريق الذي صمد رغم كل مساعي الاستعمار الفرنسي لطمسه، كان أحد الوسائل التي دافع بها الشعب الجزائري عن وجوده وهويته".

وأردفت ذات المتحدثة أن "هذا المهرجان يأتي هذا العام لتعميق صلات التواصل بين الحاضر والتاريخ المجيد، خاصةً وأنّنا نحتفل في غضون هذه السنة بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، مُتمسّكين بروح الملحون ومن خلاله بهويتنا وأصالتنا التي ترعاها ملكات المبدعين بالتجديد والتعديل".

وقامت محافظة المهرجان خلال هذا الحفل بعرض فيلمين وثائقيين أحدهما بعنوان "الشعر الملحون، ذاكرة أمة"، والثاني حول منشورات المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون، هذا وكرّمت محافظة المهرجان شيخ الملحون بطابعه البدوي "أحمد الغليزاني" نظير مسيرته الفنية ومساهماته في مجال الحفاظ على الأغنية البدوية والتراث الشعري الملحون.

ويتضمن برنامج المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون، تنظيم ملتقى دراسي وطني بعنوان "حوار حول الملحون الجزائري" بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "مولاي بلحميسي"، وثلاث سهرات فنية مع 25 شاعرًا و6 مطربين من 17 ولاية.

ويأتي تنظيم هذا المهرجان لإبراز همية هذا الموروث اللامادي الذي يمثل جزء لا يستهان به من الثقافة الشعبية لبلدنا، إذ يعتبر منذ قدم الزمن، خزان المعارف الاجتماعية الثقافية لأمتنا، وهي فضاء للتعبير الشفوي عن الشعر الملحون، للحفاظ على تاريخ ومعاني هذا الفن والأدب الشعبي، كما يجمع الشعراء والمؤدين والمهتمين من مختلف ولايات الوطن، للبحث والتفكير العلمي حول هذا التراث اللامادي، وكيفيات الحفاظ عليه وحمايته من الزوال، باعتباره خزان الجزائريين المعرفي.

 

modal