دعوني أتقدم إليكن بمحبتي، لأن المحبة بالنسبة إلي ليست رسالة إنسانية من القلب إلى القلب فحسب بل هي هدية ربانية تشع من أعلى السماء مفتوحة وبلا حدود على الإنسانية التي تلفنا منذ لحظة البدء إلى اللحظة السرمدية التي تسكن كل واحدة فيكن عبر ما اتفق عليه وسمي إبداعا وخلقا.
يعلمنا الإبداع كيف نتسامى، وكيف نحب وكيف نجعل من العطاء إشارتنا التي ترسمنا كوكبا تشكله الرمزية في أقصى حالاتها وصورها وتعابيرها.
نعم أتحدث عن كوكب الرمزية الكبرى التي تصهر ذواتنا وأطيافنا الخفية ذات الألوان المزركشة وأحاسيسنا وأنهارنا المتدفقة في أنوثتنا الخصبة والخلاقة بكلمات، وابتسامات، إشارات، ودلالات.
إنّ أنوثتنا المتعددة والمفتوحة على المطلق العظيم الذي كتب نسبياتنا المتناثرة في كل كلمة كاتبة، ولون رسامة ونقش نحاتة وحركة راقصة باليه، ونوتة موسيقية مسكونة برعشة السماع، وتشكيلة ممثلة في أقصى مسافة من ركح مبلل بإضاءة محملة بالشعرية الوهاجة.
نعم صديقاتي المبدعات، صديقاتي المثقفات إني لأشعر في هذا اليوم الذي يتجدد في كل عام رجوعه السيزيفي كما العود الأبدي ذي الوهج النيتشوي، أننا على موعد صداقة جديدة، مفعمة بروح الحراك النابض والخلاق وذلك من أجل إعادة تأسيس رمزية لعيدنا الحامل في طياته روح المقاومة التي دشنتها كل نضالات نساء العالم وصاغتها جميلات الثورات العظيمة المنتصرة للإنسان في النهاية.
إن كل عيد هو إبداع وكل إبداع هو عيد يمنحنا تلك البهجة الغريرة، لما نقف اليوم في محطة 8مارس لنتبادل التهاني لكن أيضا لنعبر عن العرفان لكل الكاتبات والمبدعات اللواتي أنارت الطريق بأحاسيسهن وخيالهن والتزامهن بجانب الإنسان الحي، العاشق للقيم الجميلة والمثل التي لا معنى لعالمنا اليوم من دونها.
د. مليكة بن دودة
وزيرة الثقافة

modal