أشرفت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي أمسية اليوم 31 ماي 2023 على اختتام الطبعة الأولى من الصالون الوطني لطالب الفنون والتراث بقصر الثقافة مفدي زكرياء، والذي شارك فيه طلبة المعاهد والمدارس الفنية على غرار المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، المدرسة العليا لترميم وحفظ الممتلكات الثقافية، المدرسة العليا للفنون الجميلة بفروعها،وكذا المعهد الوطني العالي للتكوين الموسيقي. وفي الكلمة التي ألقتها السيدة وزيرة الثقافة والفنون بالمناسبة رفعت إلى كل الطلبة المشاركين الشكر والتقدير على كل الوقفات الفنية والإبداعية التي زينت هذا الصالون بجميل مواهبهم و تألقهم كما قدمت لهم التهاني بمناسبة العيد الوطني للطالب الذي مازلنا نستحضر أجواءه وعمقه التاريخي في مسار الحركة الوطنية والثقافية في الجزائر، واعتبرت هذا التاريخ الرمزي" حافلا بالذكرى النبيلة لكل الطلبة الجزائريين الذين حملوا مشعل التحرير والتنوير أيام ثورة التحرير المظفرة، ورفعوا مجد الوطن خفاقا في كل أصقاع العالم يدا بيد مع كل الفنانين الجزائريين الذي انخرطوا وهم في ربيع العمر في مسعى الثورة والتحرير، سواء أولئك الذين أبدعوا وقاوموا خارج الجزائر أو الذين قدموا القضية الجزائرية العادلة للإنسانية في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني". و أضافت" إننا إذ لا نغفل أن هذه الوقفة هي لوحة مشرقة في خضم إحياء الذكرى الستين للاستقلال التي تعيشها بلادنا هذه السنة بمختلف التظاهرات في الآداب و الموسيقى و التشكيل والمسرح والسينما، من الواجب علينا اليوم ونحن نستحضر قيمة التاريخ، وتضحيات الآباء والأجداد أن نشد على أيدي الخلف من أبناء الجزائر، ولاسيما المبدعين والفنانين كي يكونوا سفراء هذه القيم الوطنية والثقافية التي تشكل الحصن المتين لبلادنا ضد كل أشكال التعصب و التطرف و الاعتداءات على تاريخنا و تراثنا و ثروتنا الإبداعية التي تمثلون مستقبلها المشرق بما تبدعون في شتى المجالات الفنية". وكشفت السيدة وزيرة الثقافة والفنون أن انعقاد الصالون الوطني لطالب الفنون والتراث قد مكن من الوقوف على ما تزخر به المعاهد والمدارس الفنية في بلادنا من مواهب في شتى المعارف الفنية والإبداعية، كما فتحت المجال لكل هذه الطاقات المبدعة على أفق التبادل و التثاقف و التشارك، وهي القيم تضيف السيدة الوزيرة " التي نصبو لأن تكون مكرسة في المعاهد و المدارس الفنية قصد الارتقاء أكثر بالمنتج الثقافي الفني نحو المزيد من الاحترافية أولا، ولكي يسهم وفق إستراتيجية القطاع و بتوجيه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ليكون المنتج الثقافي والفني والإبداعي لشبابنا فاعلا ومساهما في البناء الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة". في هذا السياق أثنت السيدة الوزيرة على جهود طلبة المدرسة العليا لترميم وحفظ الممتلكات الثقافية الذين يحملون مشعل الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري،" وهي بلا أدني شك مسؤولية بالغة الأهمية والخطورة تتعلق أساسا بالأمن الثقافي لبلادنا العزيزة، ولعلكم تعلمون جميعا الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الإطار من أجل صون وحماية الذاكرة الثقافية والفنية الجزائرية، ونشرها كإسهام حقيقي في إثراء الثقافة الإنسانية". وجددت السيدة الوزيرة تأكيدها على العناية الفائقة بالتكوين الفني الذي يشهد في الآونة الأخيرة جهودا كبيرة للارتقاء به للمساهمة في إثراء الاقتصاد الوطني، ولذلك كانت الورشة الوطنية حول التكوين الفني في الجزائر، تضيف السيدة الوزيرة" وفق توجيهات السيد رئيس الجمهورية فيما يتعلق بمواءمة برامج التعليم والتكوين و التي وضعت رفقة خيرة الخبراء مخرجات ستدفع بعجلة التكوين الفني إلى الآمال المنشودة والاحترافية المتوخاة". جدير بالذكر أن حفل اختتام الصالون الوطني لطالب الفنون والتراث شهد عرض وصلات غنائية من تقديم الأركسترا الطلابي الذي يعتبر حالة فريدة في تاريخ التكوين الفني الموسيقي في الجزائر إذ يجتمع في هذه الأركسترا الطلابية الوطنية 92 عازفا قدموا خلال الحفل مجموعة من المقاطع الموسيقية من التراث العالمي، إلى جانب تقديم مجموعة من الأغاني الوطنية على غرار " نحن طلاب الجزائر"،" يا شهيد الوطن"، " من أجلك عشنا يا وطني، و قدم بالمناسبة طلبة المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري مشهدا مسرحيا من مسرحية " حداد الأيام السبعة " لعلي عبد النبي الزيدي، تحت إشراف الأستاذ عبد النور يسعد، كما قدم فريق آخر من الطلبة عرضا كوريغرافيا تحت عنوان" بكرة" تحت إشراف الأستاذة الكوريغرافية سماح صميدة.

modal