أشرفت وزارة الثقافة والفنون صبيحة اليوم 14 جوان 2023 على افتتاح مقر المتحف الإفريقي المؤقت بـ"فيلا بولكين"بحسين داي بالجزائر العاصمة، حيث شارك في مراسم الافتتاح إلى جانب وفد الإتحاد الإفريقي، و سفراء الدول الإفريقية، السيد الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون ممثلا عن السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، والسيد الأمين العام لوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ممثلا للسيد وزير الخارجية أحمد عطاف، والسيدة مفوضة الاتحاد الإفريقي ميناتا ساماتا سيسوما، وبحضور الوالي المنتدب لجسين داي، وكذا رئيس المجلس الشعبي لبلدية حسين داي مع نخبة من الخبراء الجزائريين. وكان الوفد الذي أشرف على مراسم التدشين والافتتاح قد افتتح معرض " الموسيقى نبضات قلب لإفريقيا " ببهو متحف الباردو، تلته زيارة الوفد إلى الجناح الإفريقي بالمتحف حيث اطلع الوفد على جملة من التحف والمعروضات الإفريقية التي تمثل مختلف الحقب الزمنية للقارة السمراء. من جهتها أكدت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي في الكلمة التي قرأها نيابة عنها، أن افتتاح المتحف الكبير لإفريقيا يعد "ميلاد صرح إفريقي سيكون واجهة حقيقية وجمالية وحضارية للتراث الإنساني الإفريقي، وهو الصرح الذي يعبر عن مدى إسهام إفريقيا في إثراء الثقافة الإنسانية، وإشعاعها في مختلف المجالات، وعلى جميع المستويات". و أضاف موضحا "إن الجزائر وكما تعلمون كانت ولا تزال في صدارة الدول المؤمنة بأحقية الشعوب جميعا بلا استثناء والإفريقية منها خاصة في الحرية أولا، والعيش الكريم، والرفاه الاقتصادي،إلى جانب الأمن والاستقرار،وهو الأمر الذي يدفع بالجزائر وفق هذه العقيدة إلى الوقوف دوما مع قضايا إفريقيا سواء في معالجة الملفات المرتبكة في مختلف الشؤون، أو المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة لكل الشعوب، وكذا حماية وصون تاريخها وتراثها بشقيه المادي واللامادي من كل أوجه الاعتداء حفاظا على عمقها الحضاري بما يمثله من إشعاع حقيقي على التراث الإنساني"، معتبرا في هذا السياق " هذه الرؤية المتبصرة، والرامية إلى بناء مستقبل أفضل لإفريقيا هو ما يوجب على القارة السمراء أن تكون بمستوى التحديات المفروضة عليها إزاء التحولات العالمية الـمتسارعة، وبروز أنماط جديدة من محاولات الاستغلال في سياق الحروب الحديثة، ما يحتم مرة أخرى على الشعوب الإفريقية بأن تضطلع بمسؤوليتها التاريخية أمام الأجيال القادمة". و بخصوص المتحف الكبير لإفريقيا أوضح أن هذا المشروع الإفريقي الرائد الذي بقدر ما سيعرض للعالم الثقافة الإفريقية وتراثها، وتاريخها، وكل إبداعاتها عبر القرون بالقدر الذي سيمكن من حماية هذا الإرث التاريخي المتنوع و الثري ثراء القارة السمراء، مؤكدا "أن منظمة الاتحاد الإفريقي وهي تفتح المجال للجزائر كي تقيم " المتحف الإفريقي الكبير " على أرضها تقدر جهود الجزائر الدائمة في تعميق كل أشكال التعاون والتنسيق بين الدول الإفريقية، وخاصة في دعم كل أسباب تحقيق النهضة الإفريقية ، وهذا وفاءً منها لمبادئ الالتزام والتضامن الأفريقيين، وعلى أساس من هذا الالتزام تعتزم الجزائر المشاركة بشكل عملي مكثف وناجع في البرامج الكبرى للتنمية الثقافية والاقتصادية لقارتنا العزيزة". من جهة أخرى اعتبر إسهام الجزائر في هذا الإطار " تأكيدا من الجزائر على القيام بالدّور الفعّال الذي تعتزم أن تضطلع به قصد تحقيق الأهداف الثقافية المشتركة ضمن الإستراتيجية التي وضعها الإتحاد الأفريقي، تأصيلا للثقافة الإفريقية الأصيلة والمتنوعة من جهة، وتعزيزا لقيم التبادل والتضامن والمحبة والأخوة الإنسانية، ونشرا لثقافة السلام وقيم التعايش من جهة أخرى، ليسهم المتحف الإفريقي الكبير وفق هذا المنظور في تعزيز الاندماج بين جميع الدول والشعوب الإفريقية وتوحيد الأهداف مع تبيان الأصالة التاريخية والحضارية للقارة التي تعود لآلاف السنين عبر الإنسان الإفريقي خلالها عن علاقته الاستثنائية بالحياة و بالإبداع، ولتقول إفريقيا للعالم صوتها الثقافي الأرقى، كما تعبر عن إرادتها الحرة في بناء حاضرها و حماية مستقبلها سياسيا واقتصاديا وثقافيا".من جهتها صرحت السيدة مفوضة الاتحاد الإفريقي ميناتا ساماتا سيسوما أن الجزائر بهذا الانجاز التاريخي تؤكد دائما التزامها الكبير بكل المسائل الإفريقية التي تتصل مباشرة بالتنمية وباندماج الشعوب بما يحقق المزيد من التعاون في شتى المجالات و في مقدمتها التعاون الثقافي. وأضافت السيدة المفوضة مهنئة الجزائر وشاكرة هذه الجهود التي تقوم بها الدولة الجزائرية من أجل تحقيق المزيد من التعاون الثقافي بين الشعوب الإفريقية ، معتبرة المتحف الكبير لإفريقيا بادرة استثنائية ستجمع التراث الإفريقي ليمثل كل الشعوب الإفريقية أما العالم، مشيرة إلى التنوع والغني الذي تتمتع به إفريقيا خاصة على المستوى الثقافي داعية في هذا السياق إلى الحرص على تمتين هذا التعاون الثقافي ليكون لإضافة حضارية لإفريقيا و للأجيال القادمة بما يحقق الرفاه والازدهار و السلام لكل الشعوب الإفريقية. جدير بالذكر أن مراسم افتتاح وتدشين المقر المؤقت للمتحف الكبير لإفريقيا ب"فيلا بولكين" التي تم ترميمها مؤخرا بخبرات جزائرية شهد إلى جانب زيارة فضاءات المتحف والتعرف على بعض المعروضات التي قدمت بتقنية " الهولوغرام"، شهد أيضا تقديم وصلة غنائية من الفنان الكاميروني ستانلي إنو الذي أضفى جوا من البهجة على الحضور.

 

modal