تواصلت في الفترة المسائية أشغال المائدة المستديرة الموسومة " الاقتصاد الإبداعي الشامل" التي احتضنها فندق شيراتون الجزائر نادي الصنوبر، بإشراف من السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صورية مولوجي" وبمشاركة مفوضة الاتحاد الإفريقي، مسؤولي البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيم بنك)، أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وبحضور وزراء الثقافة للعديد من الدول الإفريقية ودول الكاريبي إلى جانب إطارات الدولة

وخلال إشرافها على ترأس المائدة المستديرة، شاركت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صورية مولوجي" بمداخلة حول موضوع "الاقتصاد الإبداعي الشامل"، أين قدمت رؤيتها كوزيرة جزائرية مستعينة بقبعة الباحثة التي تستلهم مقاربتها بانسجام مع السياسة الثّقافيّة للجزائر المؤمنة بالتعدد والحوار والانفتاح، لتؤكد بالمناسبة أنَّ "الدّولةُ الجزائريّةُ أدركت المكانة الرفيعة للثقافة وأهميّة الصّناعات الثّقافيّة على المستوى القومي الوطني أو الإقليمي والدولي"، مُعرجة على مبادرات ومنجزات الجزائر في مختلف مجالات الثقافة الداعمة لكل سبل التعاون والتبادل الثقافي دوليا عامة وقاريا بشكل أخص

السيدة الوزيرة وفي مداخلتها أكدت أنَّ المفاهيم ومقاربات الاقتصاد الثقافي بشكل عام، لم تعُد مرتبطة بدول معينة سيما مع بروز آفاق جديدة في العالم، لتضيف " تسعى الكثير من الدول النامية إلى بحث الطرائق الممكنة لتطوير الصناعات الثقافية بما يجعلها مساهمة في تحقيق التنمية لديها خارج الموارد الكلاسيكية"، مؤكدة أنَّ " نضال المفكّرين الوطنيّين في إفريقيا وخارجها أثبت أنه قادر على صناعة التاريخ وبناء حاضر ينهض بأعباء المستقبل ويستجيب لتطلعات الأجيال القادمة في قارتنا الغنية ليس بالثروات فحسب وإنما بالعقول والطاقات".

وفي ضوء ذلك ترى السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صورية مولوجي" أنَّ نمو الصّناعات الثّقافية والفنية يعدُّ الأسرع بين مختلف القطاعات"، مؤكدة في نفس السياق أنّهُ " بفعل إرادة التفاؤل والإيمان بالطاقات الإفريقية نعتقد أنه طالما هناك أفكار خلاقة فإنها ستتحوّل إلى مشروعات ومنتوجات"

وبحديثها عن الشباب والرؤى الثقافية والإبداعية عرَّجت السيدة الوزيرة على استراتيجية الدولة الجزائرية لتحفيز الشّباب المبدع المتعلقة بتحويل أفكاره ورُؤاه الثقافية والإبداعية إلى مؤسسات منتجة تساهم في صناعة الثروة، مذكرة بالتزامات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وتوجيهاته بخصوص الثّقافة، خاصّة وأنّه جاء بمقاربة اقتصادية وإنتاجيّة لمختلف القطاعات ومن بينها قطاع الثّقافة والفنون

لتؤكد في ختام مداخلتها على " أنّ الثّقافة والفنون الإفريقية غذّت العالم كلّه، وأنّه علينا أن نأخذ نصيبنا من هذه الثّروة وأن نحمي أنفسنا ونطوّر قدراتنا ونتعاون لنحقّق صناعات ثقافيّة وفنيّة افريقية مميزة وذات جودة عالية"

المائدة المستديرة، تم من خلالها مناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز جهود دعم صناعة الإبداع الثقافي والفني في الدول الإفريقية، حيث استعرض المشاركون جملة من الخطط المستقبلية والتي تهدف إلى ترقية الصناعات الإبداعية وبحث سبل تطويرها بما يسمح بتعزيز التنمية والاستثمار في الدول الإفريقية لجعلها أحد روافد الاقتصاد الإفريقي، كما أشاد المشاركون في الختام بجهود الجزائر في مجال تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، موجهين أسمى عبارات الشكر والتقدير للدولة الجزائرية على كرم الضيافة والاستقبال

للإشارة تهدف الأيام الإبداعية الإفريقية لإبراز الصناعات الثقافية الإبداعية الجزائرية والإفريقية، وتشجيع المواهب الإفريقية في شتى مجالات الإبداع، وكذا ترقية النقاش الفني وتوفير المزيد من فرص الشراكة على مستوى المؤسسات والدول

modal